إعراب الآية 135 من سورة البقرة - إعراب القرآن الكريم - سورة البقرة : عدد الآيات 286 - - الصفحة 21 - الجزء 1.
(سَيَقُولُ) السين حرف استقبال يقول فعل مضارع.
(السُّفَهاءُ) فاعل.
(مِنَ النَّاسِ) متعلقان بمحذوف حال من السفهاء والجملة مستأنفة.
(ما وَلَّاهُمْ) ما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ولا هم فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة والهاء في محل نصب مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى ما والجملة في محل رفع خبر ما.
(عَنْ قِبْلَتِهِمُ) متعلقان بالفعل ولا هم.
(الَّتِي) اسم موصول في محل جر صفة لقبلتهم.
(كانُوا) فعل ماض ناقص والواو اسمها.
(عَلَيْها) متعلقان بمحذوف خبر كان والجملة صلة الموصول.
(قُلْ) فعل أمر والفاعل أنت.
(لِلَّهِ) متعلقان بالخبر المحذوف.
(الْمَشْرِقُ) مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية مقول القول.
(وَالْمَغْرِبُ) اسم معطوف على المشرق.
(يَهْدِي) فعل مضارع والفاعل هو.
(مِنَ) اسم موصول في محل نصب مفعول به ليهدي والجملة مستأنفة.
(يَشاءُ) فعل مضارع والفاعل هو.
(إِلى صِراطٍ) متعلقان بيهدي.
(مُسْتَقِيمٍ) صفة صراط والجملة صلة الموصول لا محل لها.
الظاهر أنه عطف على قوله : { ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه } [ البقرة : 130 ] ، فإنه بعد أن ذمهم بالعدول عن تلقي الإسلام الذي شمل خصال الحنيفية بين كيفية إعراضهم ومقدار غرورهم بأنهم حصروا الهدى في اليهودية والنصرانية أي كل فريق منهم حصر الهدى في دينه .
ووجه الحصر حاصل من جزم { تهتدوا } في جواب الأمر فإنه على تقدير شرط فيفيد مفهوم الشرط أن من لم يكن يهودياً لا يراه اليهود مهتدياً ومن لم يكن نصرانياً لا يراه النصارى مهتدياً أي نفوا الهدى عن متبع ملة إبراهيم وهذا غاية غرورهم .
والواو في قال عائدة لليهود والنصارى بقرينة مساق الخطاب في { أم كنتم شهداء } [ البقرة : 133 ] وقوله : { ولكم ما كسبتم } [ البقرة : 134 ] .
و ( أو ) في قوله : { أو نصارى } تقسيم بعد الجمع لأن السامع يرد كلاً إلى من قاله ، وجزم { تهتدوا } في جواب الأمر للإيذان بمعنى الشرط ليفيد بمفهوم الشرط أنكم إن كنتم على غير اليهودية والنصرانية فلستم بمهتدين .
جردت جملة ( قل ) من العاطف لوقوعها في مقام الحوار مجاوبة لقولهم { كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا } على نحو ما تقدم أي بل لا اهتداء إلا باتباع ملة إبراهيم فإنها لما جاء بها الإسلام أبطل ما كان قبله من الأديان .
وانتصب ( ملة ) بإضمار تتبع لدلالة المقام لأن { كونوا هوداً } بمعنى اتبعوا اليهودية ، ويجوز أن ينصب عطفاً على { هوداً } والتقدير بل نكون ملة إبراهيم أي أهل ملته كقول عدي بن حاتم لما وفد على النبيء صلى الله عليه وسلم ليسلم : " إني من دين أو من أهل دين " يعني النصرانية .
والحنيف فعيل بمعنى فاعل مشتق من الحنف بالتحريك وهو الميل في الرجل قالت أم الأحنف ابن قيس فيما ترقصه به :
والله لولا حنف برجله ... ما كان في فتيانكم من مثله
والمراد الميل في المذهب أن الذي به حنف يميل في مشيه عن الطريق المعتاد . وإنما كان هذا مدحاً للملة لأن الناس يوم ظهور ملة إبراهيم كانوا في ضلالة عمياء فجاء دين إبراهيم مائلاً عنهم فلقب بالحنيف ثم صار الحنيف لقب مدح بالغلبة . والوجه أن يجعل ( حنيفاً ) حالاً من ( إبراهيم ) وهذا من مواضع الاتفاق على صحة مجيء الحال من المضاف إليه ولك أن تجعله حالاً لملة إلا أن فعيلاً بمعنى فاعل يطابق موصوفه إلا أن تؤول ملة بدين على حد { إن رحمة الله قريب من المحسنين } [ الأعراف : 56 ] أي إحسانه أو تشبيه فعيل إلخ بمعنى فاعل بفعيل بمعنى مفعول .
وقد دلت هذه الآية على أن الدين الإسلامي من إسلام إبراهيم .
وقوله : { وما كان من المشركين } جملة هي حالة ثانية من إبراهيم وهو احتراس لئلا يغتر المشركون بقوله : { بل ملة إبراهيم } أي لا نكون هوداً ولا نصارى فيتوهم المشركون أنه لم يبق من الأديان إلا ما هم عليه لأنهم يزعمون أنهم على ملة إبراهيم وإلا فليس ذلك من المدح له بعد ما تقدم من فضائله وهذا على حد قوله تعالى : { وما صاحبكم بمجنون } غلط فيه صاحب «الكشاف» غلطاً فاحشاً كما سيأتي .
المصدر : إعراب : وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما