إن الذين أجرموا كانوا في الدنيا يستهزئون بالمؤمنين، وإذا مروا بهم يتغامزون سخرية بهم، وإذا رجع الذين أجرموا إلى أهلهم وذويهم تفكهوا معهم بالسخرية من المؤمنين. وإذا رأى هؤلاء الكفار أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وقد اتبعوا الهدى قالوا: إن هؤلاء لتائهون في اتباعهم محمدًا صلى الله عليه وسلم، وما بُعث هؤلاء المجرمون رقباء على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. فيوم القيامة يسخر الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه من الكفار، كما سخر الكافرون منهم في الدنيا.
﴿ تفسير الجلالين ﴾
قال تعالى: «وما أرسلوا» أي الكفار «عليهم» على المؤمنين «حافظين» لهم أو لأعمالهم حتى يدروهم إلى مصالحهم.
﴿ تفسير السعدي ﴾
وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ أي: وما أرسلوا وكلاء على المؤمنين ملزمين بحفظ أعمالهم، حتى يحرصوا على رميهم بالضلال، وما هذا منهم إلا تعنت وعناد وتلاعب، ليس له مستند ولا برهان،
﴿ تفسير البغوي ﴾
"وما أرسلوا"، يعني المشركين، "عليهم"، يعني على المؤمنين، "حافظين"، أعمالهم، أي لم يوكلوا بحفظ أعمالهم.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وجملة : ( وَمَآ أُرْسِلُواْ عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ ) جملة حالية من الضمير فى ( قالوا ) .أى : قالوا إن هؤلاء المؤمنين الضالون ، والحال أن هؤلاء المشركين ما أرسلهم الله - تعالى - ليكونوا وكلاء عنه ، حتى يحكموا على هذا الفريق بالضلال . وعلى غيره بالرشاد .فالمقصود بالآية الكريمة : تأنيب الذين أجرموا وتوبيخهم على تصرفاتهم ، لأن الحكم على الغير بالهداية والضلال . هم ليسوا أهلا له إطلاقا؛ لأن الله - تعالى - لم يكلفهم بذلك ، وإنما كلفهم بإتباع الرسول الذى أرسله - سبحانه - لهدايتهم .فحكمهم على المؤمنين بالضلال يدل على نهاية الغرور والجهل .
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
( وما أرسلوا عليهم حافظين ) أي وما بعث هؤلاء المجرمون حافظين على هؤلاء المؤمنين ما يصدر من أعمالهم وأقوالهم ولا كلفوا بهم فلم اشتغلوا بهم وجعلوهم نصب أعينهم كما قال تعالى ( قال اخسئوا فيها ولا تكلمون إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون ) المؤمنون 108 - 111
﴿ تفسير القرطبي ﴾
لأعمالهم , موكلين بأحوالهم , رقباء عليهم .
﴿ تفسير الطبري ﴾
( وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ ) يقول جل ثناؤه: وما بعث هؤلاء الكفار القائلون للمؤمنين ( إن هؤلاء لضالون ) حافظين عليهم أعمالهم. يقول: إنما كُلِّفوا الإيمان بالله، والعمل بطاعته، ولم يُجعلوا رُقباء على غيرهم يحفظون عليهم أعمالهم ويتفقدونها.