﴿ قال ياقوم أرهطي أعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهريا إن ربي بما تعملون محيط ﴾
﴿ تفسير السعدي ﴾
ف قَالَ ْ لهم مترققا لهم: يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ ْ أي: كيف تراعوني لأجل رهطي، ولا تراعوني لله، فصار رهطي أعز عليكم من الله. وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا ْ أي: نبذتم أمر الله، وراء ظهوركم، ولم تبالوا به، ولا خفتم منه. إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ْ لا يخفى عليه من أعمالكم مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، فسيجازيكم على ما عملتم أتم الجزاء.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وهنا نجد شعيبا - عليه السلام - ينتقل فى أسلوب مخاطبته لهم من اللين إلى الشدة ، ومن التلطف إلى الإِنكار ، دفاعا عن جلال ربه - سبحانه - فيقول لهم : ( قَالَ ياقوم أرهطي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ الله . . . )أى : ارهطى وعشيرتى الأقربون ، الذين من أجلهم لم ترجمونى ، أعز وأكرم عندكم من الله - تعالى - الذى هو خالقكم ورازقكم ومميتكم ومحييكم .( واتخذتموه وَرَآءَكُمْ ظِهْرِيّاً ) أى : وجعلتم أوامره ونواهيه التى جئتكم بها من لدنه - سبحانه - كالشئ المنبوذ المهمل الملقى من وراء الظهر بسبب كفركم وطغيانكم ( إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ) أى : إن ربى قد أحاط علمه بأقوالكم وأعمالكم السيئة ، وسجايزيكم عليها بما تستحقون من عذاب مهين .
﴿ تفسير البغوي ﴾
( يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله ) أي : مكان رهطي أهيب عندكم من الله ، أي : إن تركتم قتلي لمكان رهطي فالأولى أن تحفظوني في الله . ( واتخذتموه وراءكم ظهريا ) أي : نبذتم أمر الله وراء ظهوركم وتركتموه ، ( إن ربي بما تعملون محيط ) .