يقول تعالى: أم أبرم المكذبون بالحق المعاندون له أَمْرًا أي: كادوا كيدا، ومكروا للحق ولمن جاء بالحق، ليدحضوه، بما موهوا من الباطل المزخرف المزوق، فَإِنَّا مُبْرِمُونَ أي: محكمون أمرا، ومدبرون تدبيرا يعلو تدبيرهم، وينقضه ويبطله، وهو ما قيضه اللّه من الأسباب والأدلة لإحقاق الحق وإبطال الباطل، كما قال تعالى: بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ
﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم وبخهم- سبحانه- على مكرهم، وبين أنه مكر بائر خائب فقال: أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ.وأَمْ هنا منقطعة بمعنى بل والهمزة، والجملة الكريمة كلام مستأنف مسوق لتأنيب المشركين على ما دبروه من كيد للرسول صلّى الله عليه وسلّم وللمؤمنين. والإبرام: الإتقان للشيء والإحكام له، وأصله الفتل المحكم. يقال: أبرم فلان الحبل، إذا أتقن فتله.أى: بل أحكموا كيدهم للنبي صلّى الله عليه وسلّم ولأصحابه؟ إن كانوا يظنون ذلك فقد خاب ظنهم، لأن مكرنا أعظم من مكرهم، وكيدنا يزهق كيدهم..فالمقصود بالآية الكريمة الانتقال من عدم إجابة ندائهم، إلى تأنيبهم على ما كان منهم في الدنيا من مكر بالحق وأهله، وكيف أن هذا المكر السيئ كانت نتيجته الخسران لهم.
﴿ تفسير البغوي ﴾
( أم أبرموا ) أم أحكموا ( أمرا ) في المكر برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( فإنا مبرمون ) محكمون أمرا في مجازاتهم ، قال مجاهد : إن كادوا شرا كدتهم مثله .