﴿ ياقوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون ﴾
﴿ تفسير السعدي ﴾
ثم ذكر عدم المانع لهم من الانقياد فقال يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا أي: غرامة من أموالكم، على ما دعوتكم إليه، فتقولوا: هذا يريد أن يأخذ أموالنا، وإنما أدعوكم وأعلمكم مجانا. إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ ما أدعوكم إليه، وأنه موجب لقبوله، منتف المانع عن رده.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم بين لهم بعد ذلك أنه لا يريد منهم جزاء ولا شكورا في مقابل دعوته إياهم إلى الحق فقال: يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي....وفطرني: أى خلقني وأبدعنى على غير مثال سابق، يقال: فطر الأمر. أى: ابتدأه وأنشأه. وفطر الله الخلق: أى خلقهم وأوجدهم. وأصل الفطر: الشق، ثم استعمل في الخلق والإنشاء مجازا.والمعنى: ويا قوم لا أريد منكم على ما أدعوكم إليه أجرا منكم، وإنما أجرى تكفل به الله الذي خلقني بقدرته، فهو وحده الذي أطلب منه الأجر والعطاء.ومقصده من هذا القول، إزالته ما عسى أن يكون قد حاك في نفوسهم، من أنه ما دعاهم إلى ما دعاهم إليه، إلا لأنه رجل يبتغى منهم الأجر الذي يجعله موسرا فيهم..والهمزة في قوله أَفَلا تَعْقِلُونَ للاستفهام الإنكارى، وهي داخلة على محذوف.أى: أتجهلون ما هو واضح من الأمور، فلا تعقلون أن أجر الناصحين المخلصين، إنما هو من الله- تعالى- رب العالمين ورازقهم.
﴿ تفسير البغوي ﴾
( يا قوم لا أسألكم عليه ) أي : على تبليغ الرسالة ، ( أجرا ) جعلا ( إن أجري ) ما ثوابي ، ( إلا على الذي فطرني ) خلقني ، ( أفلا تعقلون ) .