﴿ ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا ﴾
﴿ تفسير السعدي ﴾
ثم ذكر تعالى كمال حلمه، وشدة إمهاله وإنظاره أرباب الجرائم والذنوب، فقال: وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا من الذنوب مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ أي: لاستوعبت العقوبة، حتى الحيوانات غير المكلفة. وَلَكِنْ يمهلهم تعالى ولا يهملهم و يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا فيجازيهم بحسب ما علمه منهم، من خير وشر.تم تفسير سورة فاطر، والحمد للّه رب العالمين
﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم ختم- سبحانه- السورة الكريمة ببيان جانب من رحمته بعباده فقال وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا من الذنوب أو الخطايا.ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها أى: على ظهر الأرض مِنْ دَابَّةٍ من الدواب التي تدب عليها. وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وهو يوم القيامة.فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ الذي حدده- سبحانه- لحسابهم، جازاهم بما يستحقون فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً أى: لا يخفى عليه شيء من أحوالهم.وبعد: فهذا لسورة فاطر. نسأل الله- تعالى- أن يجعله خالصا لوجهه، ونافعا لعباده.وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
﴿ تفسير البغوي ﴾
( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ) من الجرائم ( ما ترك على ظهرها ) يعني : على ظهر الأرض ، كناية عن غير مذكور ) ( من دابة ) كما كان في زمان نوح أهلك الله ما على ظهر الأرض إلا من كان في سفينة نوح ( ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا ) قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : يريد أهل طاعته وأهل معصيته .