ولما ذكر تعالى ما أعد لأعدائه أتباع إبليس من النكال والعذاب الشديد ذكر ما أعد لأوليائه من الفضل العظيم والنعيم المقيم فقال تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ الذين اتقوا طاعة الشيطان وما يدعوهم إليه من جميع الذنوب والعصيان فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ قد احتوت على جميع الأشجار وأينعت فيها جميع الثمار اللذيذة في جميع الأوقات.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وقوله- سبحانه- إِنَّ الْمُتَّقِينَ ... كلام مستأنف لإظهار حسن عاقبة المتقين، بعد بيان سوء عاقبة الغاوين.والمتقون: جمع متق اسم فاعل من اتقى. وأصله اوتقى- بزنة افتعل- من وقى الشيء وقاية، أى: صانه وحفظه مما يضره ويؤذيه.والجنات: جمع جنة، وهي كل بستان ذي شجر متكاثف، ملتف الأغصان، يظلل ما تحته ويستره. من الجن وهو ستر الشيء عن الحاسة..والمراد بها هنا الدار التي أعدها الله- تعالى- لتكريم عباده المؤمنين في الآخرة.والعيون جمع عين. والمقصود بها هنا المياه المنتشرة في الجنات.والمعنى: «إن المتقين» الذين صانوا أنفسهم عن الشرك. وقالوا ربنا الله ثم استقاموا «في جنات» عالية، فيها ما تشتهيه الأنفس، وفيها منابع للماء تلذ لها الأعين.
﴿ تفسير البغوي ﴾
قوله تعالى :( إن المتقين في جنات وعيون ) أي : في بساتين وأنهار .