وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ أي: وصل إليهم من أعدائهم هُمْ يَنْتَصِرُونَ لقوتهم وعزتهم، ولم يكونوا أذلاء عاجزين عن الانتصار.فوصفهم بالإيمان، وعلى الله، واجتناب الكبائر والفواحش الذي تكفر به الصغائر، والانقياد التام، والاستجابة لربهم، وإقامة الصلاة، والإنفاق في وجوه الإحسان، والمشاورة في أمورهم، والقوة والانتصار على أعدائهم، فهذه خصال الكمال قد جمعوها، ويلزم من قيامها فيهم، فعل ما هو دونها، وانتفاء ضدها.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ أى: أن من صفاتهم كذلك أنهم إذا بغى عليهم باغ، أو ظلمهم ظالم، أو اعتدى على كرامتهم أو على دينهم معتد، فإنهم لا يخضعون له، ولا يذلون أمامه، وإنما هم ينتصرون لدينهم ولكرامتهم، بأن يقابلوا بغيه وعدوانه، بما يردعه ويجعله يخشى إصابتهم بأذى.
﴿ تفسير البغوي ﴾
( والذين إذا أصابهم البغي ) الظلم والعدوان ، ( هم ينتصرون ) ينتقمون من ظالميهم من غير أن يعتدوا . قال ابن زيد : جعل الله المؤمنين صنفين : صنف يعفون عن ظالميهم فبدأ بذكرهم ، وهو قوله : " وإذا ما غضبوا هم يغفرون " ، وصنف ينتصرون من ظالميهم ، وهم الذين ذكروا في هذه الآية .قال إبراهيم في هذه الآية : كانوا يكرهون أن يستذلوا فإذا قدروا عفوا .قال عطاء : هم المؤمنون الذين أخرجهم الكفار من مكة وبغوا عليهم ، ثم مكنهم الله في الأرض حتى انتصروا ممن ظلمهم .