﴿ وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ﴾
﴿ تفسير السعدي ﴾
يخبر تعالى أنه ما أرسل رسوله صلى اللّه عليه وسلم, إلا ليبشر جميع الناس بثواب اللّه, ويخبرهم بالأعمال الموجبة لذلك، وينذرهم عقاب اللّه, ويخبرهم بالأعمال الموجبة له, فليس لك من الأمر شيء، وكل ما اقترح عليك أهل التكذيب والعناد, فليس من وظيفتك, إنما ذلك بيد اللّه تعالى، وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ أي: ليس لهم علم صحيح, بل إما جهال, أو معاندون لم يعملوا بعلمهم, فكأنهم لا علم لهم. ومن عدم علمهم, جعلهم عدم الإجابة لما اقترحوه على الرسول, مجبا لرد دعوته.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
قال الآلوسى: المتبادر أن كَافَّةً حال من الناس، قدم «إلا» عليه للاهتمام وأصله من الكف بمعنى المنع، وأريد به العموم لما فيه من المنع من الخروج، واشتهر في ذلك حتى قطع فيه النظر عن معنى المنع بالكلية. فمعنى جاء الناس كافة: جاءوا جميعا..قال ابن عباس: أرسل الله- تعالى- محمدا صلى الله عليه وسلم إلى العرب والعجم، فأكرمهم على الله- تعالى- أطوعهم له ....أى: وما أرسلناك- أيها الرسول الكريم- إلا إلى الناس جميعا، لتبشر المؤمن منهم بحسن الثواب، وتنذر من أعرض عن الحق الذي جئت به بسوء العقاب. وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ هذه الحقيقة، وهي عموم رسالتك وكونك بشيرا ونذيرا.
﴿ تفسير البغوي ﴾
قوله - عز وجل - : ( وما أرسلناك إلا كافة للناس ) يعني : للناس عامة لأحمرهم وأسودهم ) ( بشيرا ونذيرا ) أي : مبشرا ومنذرا ( ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) وروينا عن جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة " .وقيل : كافة أي : كافا يكفهم عما هم عليه من الكفر ، والهاء للمبالغة .