﴿ انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون ﴾
﴿ تفسير السعدي ﴾
انْظُرْ متعجبا منهم ومن أحوالهم كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أي: كذبوا كذبا عاد بالخسار على أنفسهم وضرهم-والله- غاية الضرر وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ من الشركاء الذين زعموهم مع الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم قال- تعالى- انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ.والمراد بالنظر هنا: التدبر والتفكير.والمعنى: انظر- أيها العاقل- وتأمل كيف كذب هؤلاء المشركون على أنفسهم في قولهم والله ربنا ما كنا مشركين، وغاب عن عملهم ما كانوا يفترونه في الدنيا من الأقوال الباطلة، وما كانوا يفعلونه من جعلهم لله شركاء.قال صاحب الكشاف: فإن قلت: كيف يصح أن يكذبوا حين يطلعون على حقائق الأمور مع أن الكذب والجحود لا وجه لمنفعته؟ قلت: الممتحن ينطق بما ينفعه وبما لا ينفعه من غير تمييز بينهما حيرة ودهشا: ألا تراهم يقولون رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ وقد أيقنوا بالخلود ولم يشكوا فيه وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ وقد علموا أنه لا يقضى عليهم» .
﴿ تفسير البغوي ﴾
فقال عز وجل : ( انظر كيف كذبوا على أنفسهم ) ، باعتذارهم بالباطل وتبريهم عن الشرك ، ( وضل عنهم ) زال وذهب عنهم ( ما كانوا يفترون ) من الأصنام ، وذلك أنهم كانوا يرجون شفاعتها ونصرتها ، فبطل كله في ذلك اليوم .