قراءة و استماع الآية 17 من سورة النجم مكتوبة - عدد الآيات 62 - An-Najm - الصفحة 526 - الجزء 27.
﴿ مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ ﴾ [ النجم: 17]
﴿ ما زاغ البصر وما طغى ﴾
﴿ تفسير السعدي ﴾
مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى أي: ما زاغ يمنة ولا يسرة عن مقصوده وَمَا طَغَى أي: وما تجاوز البصر، وهذا كمال الأدب منه صلوات الله وسلامه عليه، أن قام مقاما أقامه الله فيه، ولم يقصر عنه ولا تجاوزه ولا حاد عنه،وهذا أكمل ما يكون من الأدب العظيم، الذي فاق فيه الأولين والآخرين، فإن الإخلال يكون بأحد هذه الأمور: إما أن لا يقوم العبد بما أمر به، أو يقوم به على وجه التفريط، أو على وجه الإفراط، أو على وجه الحيدة يمينا وشمالا، وهذه الأمور كلها منتفية عنه صلى الله عليه وسلم.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وقوله- تعالى- ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى بيان لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من ثبات واطمئنان عند رؤيته لما أذن الله- تعالى- له في رؤيته.والزيغ: هو الميل عن حدود الاستقامة. والطغيان: تجاوز الحدود المشروعة.أى: ما مال بصر النبي صلى الله عليه وسلم عما أذن الله- تعالى- له في رؤيته. وما تجاوزه إلى ما لم يؤذن له في رؤيته، بل كان بصره صلى الله عليه وسلم منصبا على ما أبيح له النظر إليه.فالمقصود من الآية الكريمة، الثناء على النبي صلى الله عليه وسلم، ووصفه بما هو أهله من أدب وطاعة لخالقه- عز وجل-.قال ابن كثير: قوله: ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى قال ابن عباس: ما ذهب يمينا ولا شمالا، وما جاوز ما أمر به، وهذه صفة عظيمة في الثبات والطاعة. فإنه ما فعل إلا ما أمر به، ولا سأل فوق ما أعطى، وما أحسن قول القائل:رأى جنة المأوى وما فوقها ولو ... رأى غيره ما قد رآه لتاها
﴿ تفسير البغوي ﴾
( ما زاغ البصر وما طغى ) أي : ما مال بصر النبي - صلى الله عليه وسلم - يمينا ولا شمالا وما طغى ، أي ما جاوز ما رأى . وقيل : ما جاوز ما أمر به وهذا وصف أدبه في ذلك المقام إذ لم يلتفت جانبا .