يمدح تعالى عبده ورسوله، إلياس عليه الصلاة والسلام، بالنبوة والرسالة، والدعوة إلى اللّه، وأنه أمر قومه بالتقوى، وعبادة اللّه وحده، ونهاهم عن عبادتهم، صنما لهم يقال له "بعل" وتركهم عبادة اللّه، الذي خلق الخلق، وأحسن خلقهم، ورباهم فأحسن تربيتهم، وأدرَّ عليهم النعم الظاهرة والباطنة، وأنكم كيف تركتم عبادة من هذا شأنه، إلى عبادة صنم، لا يضر، ولا ينفع، ولا يخلق، ولا يرزق، بل لا يأكل ولا يتكلم؟" وهل هذا إلا من أعظم الضلال والسفه والغي؟"
﴿ تفسير الوسيط ﴾
ولفظ الجلالة فى قوله : ( الله رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَآئِكُمُ الأولين ) بدل من ( أَحْسَنَ الخالقين ) .أى : أتعبدون صنما صنعتموه بأيديكم ، وتذرون عبادة الله - تعالى - الذى هو ربكم ورب آبائكم الأولين .وقرأ غير واحد من القراء السبعة ( الله ) - بالرفع - على أنه مبتدأ ، و ( ربكم ) خبره .والتعرض لذكر ربوبيته - تعالى - لآبائهم الأولين ، الغرض منه التأكيد على بطلان عبادتهم لغيره - سبحانه - فكأنه يقول لهم : إن الله - تعالى - الذى أدعوكم لعبادته وحده ليس هو ربكم وحدكم بل - أيضاً - رب آبائكم الأولين ، الذين من طريقهم أتيتم إلى هذه الحياة .
﴿ تفسير البغوي ﴾
( الله ربكم ورب آبائكم الأولين ) قرأ حمزة ، والكسائي ، وحفص ، ويعقوب : " الله ربكم ورب " بنصب الهاء والباءين على البدل ، وقرأ الآخرون برفعهن على الاستئناف .