فاترك -أيها الرسول- هؤلاء المفترين على الله يخوضوا في باطلهم، ويلعبوا في دنياهم، حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يوعدون بالعذاب: إما في الدنيا وإما في الآخرة وإما فيهما معًا.
﴿ تفسير الجلالين ﴾
«فذرهم يخوضوا» في باطلهم «ويلعبوا» في دنياهم «حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون» فيه العذاب وهو يوم القيامة.
﴿ تفسير السعدي ﴾
فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا أي: يخوضوا بالباطل، ويلعبوا بالمحال، فعلومهم ضارة غير نافعة، وهي الخوض والبحث بالعلوم التي يعارضون بها الحق وما جاءت به الرسل، وأعمالهم لعب وسفاهة، لا تزكي النفوس، ولا تثمر المعارف.ولهذا توعدهم بما أمامهم من يوم القيامة فقال: حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ فسيعلمون فيه ماذا حصلوا، وما حصلوا عليه من الشقاء الدائم، والعذاب المستمر.
﴿ تفسير البغوي ﴾
( فذرهم يخوضوا ) في باطلهم ( ويلعبوا ) في دنياهم ( حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ) يعني يوم القيامة .
﴿ تفسير الوسيط ﴾
والفاء في قوله- تعالى-: فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا.. للافصاح عن شرط مقدر..أى: إذا كان الأمر كما ذكرنا لك- أيها الرسول الكريم- فاترك هؤلاء الكافرين يخوضون في باطلهم، وينهمكون في لعبهم..حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ وهو يوم القيامة، الذي سنحاسبهم فيه حسابا عسيرا، ونعاقبهم بالعقوبة التي يستحقونها.فالآية الكريمة تسلية للرسول صلّى الله عليه وسلّم عما لحقه منهم من أذى، وتهديد لأولئك الكافرين على أقوالهم الباطلة، وأفعالهم الشنيعة.
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وقوله : ( فذرهم يخوضوا ) أي : في جهلهم وضلالهم ( ويلعبوا ) في دنياهم ( حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ) وهو يوم القيامة ، أي : فسوف يعلمون كيف يكون مصيرهم ، ومآلهم ، وحالهم في ذلك اليوم .
﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى : فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون .قوله تعالى : فذرهم يخوضوا ويلعبوا يعني كفار مكة حين كذبوا بعذاب الآخرة . أي : اتركهم يخوضوا في باطلهم ويلعبوا في دنياهم حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون إما العذاب في الدنيا أو في الآخرة . وقيل : إن هذا منسوخ بآية السيف . وقيل : هو محكم ، وإنما أخرج مخرج التهديد . وقرأ ابن محيصن ومجاهد وحميد وابن القعقاع وابن السميقع ( حتى يلقوا ) بفتح الياء وإسكان اللام من غير ألف ، وفتح القاف هنا وفي ( الطور ) و ( المعارج ) الباقون ( يلاقوا ) .
﴿ تفسير الطبري ﴾
القول في تأويل قوله تعالى : فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83)يقول تعالى ذكره: فذر يا محمد هؤلاء المفترين على الله, الواصفة بأن له ولدا يخوضوا في باطلهم, ويلعبوا في دنياهم ( حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ) وذلك يوم يصليهم الله بفريتهم عليه جهنم, وهو يوم القيامة.كما حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ) قال: يوم القيامة.
﴿ فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ﴾