الله الذي لا معبود بحق إلا هو، له وحده الأسماء الكاملة في الحسن.
﴿ تفسير الجلالين ﴾
«الله لا إله إلى هو له الأسماء الحسنى» التسعة والتسعون الوارد بها الحديث والحسنى مؤنث الأحسن.
﴿ تفسير السعدي ﴾
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أي: لا معبود بحق، ولا مألوه بالحب والذل، والخوف والرجاء، والمحبة والإنابة والدعاء، وإلا هو. لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى أي: له الأسماء الكثيرة الكاملة الحسنى، من حسنها أنها كلها أسماء دالة على المدح، فليس فيها اسم لا يدل على المدح والحمد، ومن حسنها أنها ليست أعلاما محضة، وإنما هي أسماء وأوصاف، ومن حسنها أنها دالة على الصفات الكاملة، وأن له من كل صفة أكملها وأعمها وأجلها، ومن حسنها أنه أمر العباد أن يدعوه بها، لأنها وسيلة مقربة إليه يحبها، ويحب من يحبها، ويحب من يحفظها، ويحب من يبحث عن معانيها ويتعبد له بها، قال تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا
﴿ تفسير البغوي ﴾
" الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى " .
﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم أثنى- سبحانه- على ذاته بما هو أهل له فقال: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى.أى: هو الله- تعالى- وحده الذي يجب أن يخلص الخلق له العبادة والطاعة ولا أحد غيره يستحق ذلك، وهو صاحب الأسماء الْحُسْنى أى: الفضلى والعظمى، لدلالتها على معاني التقديس والتمجيد والتعظيم والنهاية في السمو والكمال.وفي الحديث الصحيح عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إن لله تسعة وتسعين اسما، من أحصاها دخل الجنة» .قال- تعالى-: وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها، وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ .وقال- سبحانه-: قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى.. .ثم ساقت السورة الكريمة بشيء من التفصيل جانبا من قصة موسى، التي تعتبر أكثر قصص الأنبياء ورودا في القرآن الكريم، حيث جاء الحديث عنها في سور: البقرة، والمائدة.والأعراف. ويونس. والإسراء، والكهف، والشعراء، والقصص.وقد بدأت السورة حديثها عن قصة موسى ببيان اختيار الله- تعالى- له لحمل رسالته، وتبليغ دعوته قال- تعالى-:
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وقوله : ( الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ) أي : الذي أنزل القرآن عليك هو الله الذي لا إله إلا هو ذو الأسماء الحسنى والصفات العلا .وقد تقدم بيان الأحاديث الواردة في الأسماء الحسنى في أواخر سورة " الأعراف " ولله الحمد والمنة .
﴿ تفسير القرطبي ﴾
كما قال ابن عباس الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى الله رفع بالابتداء ، أو على إضمار مبتدإ أو على البدل من الضمير في يعلم ، وحد نفسه سبحانه وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا المشركين إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له ، فكبر ذلك عليهم فلما سمعه أبو جهل يذكر الرحمن قال للوليد بن المغيرة محمد ينهانا أن ندعو مع الله إلها آخر ، وهو يدعو الله والرحمن فأنزل الله تعالى : قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى وهو واحد وأسماؤه كثيرة ثم قال : الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى . وقد تقدم التنبيه عليها في سورة ( الأعراف ) .
﴿ تفسير الطبري ﴾
وأما قوله تعالى ذكره ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ ) فإنه يعني به: المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له ، يقول: فإياه فاعبدوا أيها الناس دون ما سواه من الآلهة والأوثان ( لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى ) يقول جلّ ثناؤه: لمعبودكم أيها الناس الأسماء الحسنى، فقال: الحسنى، فوحَّد، وهو نعت للأسماء، ولم يقل الأحاسن، لأن الأسماء تقع عليها هذه، فيقال: هذه أسماء، وهذه في لفظة واحدة; ومنه قول الأعشى:وَسَوْفَ يُعْقِبُنِيه إنْ ظَفِرْت بِهِرَبّ غَفُورٌ وَبِيضٌ ذاتُ أطْهارِ (7)فوحد ذات، وهو نعت للبيض لأنه يقع عليها هذه، كما قال حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ ومنه قوله جلّ ثناؤه مَآرِبُ أُخْرَى فوحد أخرى، وهي نعت لمآرب، والمآرب: جمع، واحدتها: مأربة، ولم يقل أخر، لما وصفنا، ولو قيل: أخر، لكان صوابا.----------------------الهوامش :(7) في ( اللسان : عقب ) يقال : أعقبه الله بإحسان وخيرا . والاسم العقبى ، وهو شبه العوض . واستعقب منه خيرا أو شرا : اعتاضه ، فأعقبه خيرا ، أي عوضه وأبدله . والشاهد في البيت أن قائله وصف البيض وهو جمع بيضاء ، بكلمة ( ذات ) وهي واحد ، ولم يطابق بين النعت والمنعوت في العدد . وتأويل ذلك عند المؤلف أنه كلمة البيض وإن كانت جمعا فإنها يشار إليها بكلمة هذه وهذه في الأصل إشارة للواحدة فلما جاز أن يشار بهذه إلى الجمع جاز أن أن ينعت البيض بذات التي هي للواحدة ، وذلك نظير قول القرآن : " له الأسماء الحسنى" ، والأسماء جمع ، والحسنى صفتها وهي واحدة .