ومن يأت ربه مؤمنًا به قد عمل الأعمال الصالحة فله المنازل العالية في جنات الإقامة الدائمة، تجري من تحت أشجارها الأنهار ماكثين فيها أبدًا، وذلك النعيم المقيم ثواب من الله لمن طهَّر نفسه من الدنس والخبث والشرك، وعبد الله وحده فأطاعه واجتنب معاصيه، ولقي ربه لا يشرك بعبادته أحدًا من خلقه.
﴿ تفسير الجلالين ﴾
«ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات» الفرائض والنوافل «فأولئك لهم الدرجات العلى» جمع مؤنث أعلى.
﴿ تفسير السعدي ﴾
ومن يأت ربه مؤمنا به مصدقا لرسله، متبعا لكتبه قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ الواجبة والمستحبة، فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا أي: المنازل العاليات، وفي الغرف المزخرفات، واللذات المتواصلات، والأنهار السارحات، والخلود الدائم، والسرور العظيم، فيما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
﴿ تفسير البغوي ﴾
( ومن يأته ) قرأ أبو عمرو ساكنة الهاء ويختلسها أبو جعفر ، وقالون ويعقوب ، وقرأ الآخرون بالإشباع ، ( مؤمنا ) مات على الإيمان ، ( قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلا ) الرفيعة ، و ( العلا ) جمع ، و " العليا " تأنيث الأعلى .
﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم بين- سبحانه- حسن عاقبة المؤمنين فقال: وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً به إيمانا حقا، وقَدْ عَمِلَ الأعمال الصَّالِحاتِ بجانب إيمانه. فَأُولئِكَ الموصوفون بتلك الصفات لَهُمُ بسبب إيمانهم وعملهم الصالح الدَّرَجاتُ الْعُلى أى: المنازل الرفيعة، والمكانة السامية.
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وقوله : ( ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات ) أي : ومن لقي ربه يوم المعاد مؤمن القلب ، قد صدق ضميره بقوله وعمله ، ( فأولئك لهم الدرجات العلا ) أي : الجنة ذات الدرجات العاليات ، والغرف الآمنات ، والمساكن الطيبات .قال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، أنبأنا همام ، حدثنا زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن عبادة بن الصامت ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الجنة مائة درجة ، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض ، والفردوس أعلاها درجة ومنها تخرج الأنهار الأربعة ، والعرش فوقها ، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس " .ورواه الترمذي ، من حديث يزيد بن هارون ، عن همام ، به .وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ، أخبرنا خالد بن يزيد بن أبي مالك ، عن أبيه قال : كان يقال : الجنة مائة درجة ، في كل درجة مائة درجة ، بين كل درجتين كما بين السماء والأرض ، فيهن الياقوت والحلي ، في كل درجة أمير ، يرون له الفضل والسؤدد .وفي الصحيحين : " أن أهل عليين ليرون من فوقهم كما ترون الكوكب الغابر في أفق السماء ، لتفاضل ما بينهم " . قالوا : يا رسول الله ، تلك منازل الأنبياء؟ قال : " بلى والذي نفسي بيده ، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين " .وفي السنن : " وإن أبا بكر وعمر لمنهم وأنعما " .
﴿ تفسير القرطبي ﴾
ومن يأته مؤمنا أي يمت عليه ويوافيه مصدقا به . قد عمل الصالحات أي وقد عمل الصالحات أي الطاعات وما أمر به ونهي عنه . فأولئك لهم الدرجات العلا أي الرفيعة التي قصرت دونها الصفات . ودل قوله : ومن يأته مؤمنا على أن المراد بالمجرم المشرك .
﴿ تفسير الطبري ﴾
( وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا ) موحدا لا يُشرك به ( قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ ) يقول: قد عمل ما أمره به ربه، وانتهى عما نهاه عنه ( فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى ) يقول: فأولئك الذين لهم درجات الجنة العلى.
﴿ ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلا ﴾