ثم يكمل ذلك، بأن يؤمر بهم إلى النار، ويقال لهم: اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ أي: ادخلوها على وجه تصلاكم، ويحيط بكم حرها، ويبلغ منكم كل مبلغ، بسبب كفركم بآيات اللّه، وتكذيبكم لرسل اللّه.
﴿ تفسير البغوي ﴾
( اصلوها ) ادخلوها ( اليوم بما كنتم تكفرون اليوم)
﴿ تفسير الوسيط ﴾
اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ أى: ذوقوا حرها ولهيبها وسعيرها، بسبب كفركم في الدنيا، وموتكم على هذا الكفر.والأمر في قوله- تعالى-: اصْلَوْهَا للتحقير والإهانة، كما في قوله- تعالى-: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ والذين يأمرونهم بذك هم خزنة النار، بأمر من الله- تعالى- ثم تنتقل السورة الكريمة فتحكى لنا جانبا آخر من أحوال الكافرين في هذا اليوم العصيب، كما تحكى لنا جانبا من مظاهر قدرة الله- تعالى- فتقول:
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
( اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون ) ، كما قال تعالى : ( يوم يدعون إلى نار جهنم دعا هذه النار التي كنتم بها تكذبون أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون ) [ الطور : 13 - 15 ] .
﴿ تفسير القرطبي ﴾
روي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا كان يوم القيامة جمع الله الإنس والجن والأولين والآخرين في صعيد واحد ثم أشرف عنق من النار على الخلائق فأحاط بهم ثم ينادي مناد " هذه جهنم التي كنتم توعدون اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون " فحينئذ تجثو الأمم على ركبها وتضع كل ذات حمل حملها ; وتذهل كل مرضعة عما أرضعت , وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) .
﴿ تفسير الطبري ﴾
وقوله ( اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ) يقول: احترقُوا بها اليوم ورِدُوها؛ يعني باليوم: يوم القيامة ( بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ) : يقول: بما كنتم تَجْحدونها في الدنيا، وتكذبون بها.