ويطوف عليهم غلمان مُعَدُّون لخدمتهم، كأنهم في الصفاء والبياض والتناسق لؤلؤ مصون في أصدافه.
﴿ تفسير الجلالين ﴾
«ويطوف عليهم» للخدمة «غلمان» أرقاء «لهم كأنهم» حسنا ولطافة «لؤلؤ مكنون» مصون في الصدف لأنه فيها أحسن منه في غيرها.
﴿ تفسير السعدي ﴾
وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ أي: خدم شباب كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ من حسنهم وبهائهم، يدورون عليهم بالخدمة وقضاء ما يحتاجون إليه وهذا يدل على كثرة نعيمهم وسعته، وكمال راحتهم.
﴿ تفسير البغوي ﴾
( ويطوف عليهم ) بالخدمة ( غلمان لهم كأنهم ) في الحسن والبياض والصفاء ( لؤلؤ مكنون ) مخزون مصون لم تمسه الأيدي . قال سعيد بن جبير : يعني في الصدف .قال عبد الله بن عمر : وما من أحد من أهل الجنة إلا يسعى عليه ألف غلام ، وكل غلام على عمل ما عليه صاحبه .وروي عن الحسن أنه لما تلا هذه الآية قال : قالوا يا رسول الله : الخادم كاللؤلؤ المكنون ، فكيف المخدوم ؟وعن قتادة أيضا قال : ذكر لنا أن رجلا قال : يا نبي الله هذا الخادم فكيف المخدوم ؟ قال : " فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب " .
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ أى: ويطوف عليهم بتلك الكئوس المليئة بالخمر، غلمان لهم، لكي يكونوا في خدمتهم.كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ أى: كأن هؤلاء الغلمان في صفائهم ونقائهم، لؤلؤ مصون ومحفوظ في صدفه لم تنله الأيدى.يقال: كننت الشيء كنّا وكنونا، إذا جعلته في كنّ، وسترته عن الأعين.
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وقوله : ( ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون ) : إخبار عن خدمهم وحشمهم في الجنة كأنهم اللؤلؤ الرطب ، المكنون في حسنهم وبهائهم ونظافتهم وحسن ملابسهم ، كما قال ( يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين ) [ الواقعة : 17 ، 18 ] .
﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى : ويطوف عليهم غلمان لهم أي بالفواكه والتحف والطعام والشراب ; ودليله : يطاف عليهم بصحاف من ذهب ، يطاف عليهم بكأس من معين . ثم قيل : هم الأطفال من أولادهم الذين سبقوهم ، فأقر الله تعالى بهم أعينهم . وقيل : إنهم من أخدمهم الله تعالى إياهم من أولاد غيرهم . وقيل : هم غلمان خلقوا في الجنة . قال الكلبي : لا يكبرون أبدا كأنهم في الحسن والبياض لؤلؤ مكنون في الصدف ، والمكنون المصون . وقوله تعالى : يطوف عليهم ولدان مخلدون . قيل : هم أولاد المشركين وهم خدم أهل الجنة . وليس في الجنة نصب ولا حاجة إلى خدمة ، ولكنه أخبر بأنهم على نهاية النعيم . وعن عائشة رضي الله عنها : أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : إن أدنى أهل الجنة منزلة من ينادي الخادم من خدمه فيجيبه ألف كلهم لبيك لبيك . وعن عبد الله بن عمر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ما من أحد من أهل الجنة إلا يسعى عليه ألف غلام كل غلام على عمل ليس عليه صاحبه . وعن الحسن أنهم قالوا : يا رسول الله إذا كان الخادم كاللؤلؤ فكيف يكون المخدوم ؟ فقال : ما بينهما كما بين القمر ليلة البدر وبين أصغر الكواكب . قال الكسائي : كننت الشيء سترته وصنته من الشمس ، وأكننته في نفسي أسررته . وقال أبو زيد : كننته وأكننته بمعنى في الكن وفي النفس جميعا ; تقول : كننت العلم وأكننته فهو مكنون ومكن . وكننت الجارية وأكننتها فهي مكنونة ومكنة .
﴿ تفسير الطبري ﴾
القول في تأويل قوله تعالى : وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24)يقول تعالى ذكره: ويطوف على هؤلاء القوم الذين وصف صفتهم في الجنة غلمان لهم, كأنهم لؤلؤ في بياضه وصفائه مكنون, يعني: مصون في كنّ, فهو أنقى له, وأصفى لبياضه. وإنما عنى بذلك أن هؤلاء الغلمان يطوفون على هؤلاء المؤمنين في الجنة بكئوس الشراب التي وصف جل ثناؤه صفتها.وقد حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة قوله: ( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ ) ذُكر لنا أن رجلا قال: يا نبيّ الله هذا الخادم, فكيف المخدوم؟ قال: " والذي نفس محمد بيده , إن فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ".وحدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله: ( كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ ) قال: بلغني أنه قيل: يا رسول الله هذا الخادم مثل اللؤلؤ, فكيف المخدوم؟ قال: " والَّذي نَفْسِي بِيَدهِ إنَّ فَضْل ما بَيْنَهُمَا كفَضْل القَمَر لَيْلَة البَدر على النجوم ".