يحاول المتكبر ابتلاع القيح والدم وغير ذلك مما يسيل من أهل النار مرة بعد مرة، فلا يستطيع أن يبتلعه؛ لقذارته وحرارته، ومرارته، ويأتيه العذاب الشديد من كل نوع ومن كل عضو من جسده، وما هو بميت فيستريح، وله من بعد هذا العذاب عذاب آخر مؤلم.
﴿ تفسير الجلالين ﴾
«يتجرعه» يبتلعه مرة بعد مرة لمرارته «ولا يكاد يسيغه» يزدرده لقبحه وكراهته «ويأتيه الموت» أي أسبابه المقتضية له من أنواع العذاب «من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه» بعد ذلك العذاب «عذاب غليظ» قوي متصل.
﴿ تفسير السعدي ﴾
يَتَجَرَّعُهُ من العطش الشديد وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ فإنه إذا قرب إلى وجهه شواه وإذا وصل إلى بطنه قطع ما أتى عليه من الأمعاء، وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ أي: يأتيه العذاب الشديد من كل نوع من أنواع العذاب، وكل نوع منه من شدته يبلغ إلى الموت ولكن الله قضى أن لا يموتوا كما قال تعالى: لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطرخون فيها وَمِنْ وَرَائِهِ أي: الجبار العنيد عَذَابٌ غَلِيظٌ أي: قوي شديد لا يعلم وصفه وشدته إلا الله تعالى.
﴿ تفسير البغوي ﴾
( يتجرعه ) أي : يتحساه ويشربه ، لا بمرة واحدة ، بل جرعة جرعة ، لمرارته وحرارته ( ولا يكاد يسيغه ) و " يكاد " : صلة ، أي : لا يسيغه ، كقوله تعالى : ( لم يكد يراها ) ( النور - 40 ) أي : لم يرها .قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : لا يجيزه .وقيل : معناه يكاد لا يسيغه ، ويسيغه فيغلي في جوفه .أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبي توبة ، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحارث ، أنبأنا محمد بن يعقوب الكسائي ، أخبرنا عبد الله بن محمود ، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الخلال ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، عن صفوان بن عمرو ، عن عبد الله بن بسر ، عن أبي أمامة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : " ويسقى من ماء صديد يتجرعه " ، قال : يقرب إلى فيه فيتكرهه ، فإذا أدني منه شوى وجهه ، ووقعت فروة رأسه ، فإذا شربه قطع أمعاءه ، حتى يخرج من دبره، يقول الله عز وجل : ( وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم ) ( محمد - 15 ) ، ويقول : ( وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه ) ( الكهف - 29 ) .وقوله عز وجل : ( ويأتيه الموت من كل مكان ) يعني : يجد هم الموت وألمه من كل مكان من أعضائه .قال إبراهيم التيمي : حتى من تحت كل شعرة من جسده .وقيل : يأتيه الموت من قدامه ومن خلفه ، ومن فوقه ومن تحته ، وعن يمينه وعن شماله .( وما هو بميت ) فيستريح ، قال ابن جريج : تعلق نفسه عند حنجرته فلا تخرج من فيه فيموت ، ولا ترجع إلى مكانها من جوفه فتنفعه الحياة . نظيرها (ثم لا يموت فيها ولا يحيا ) ( الأعلى - 13 ) .( ومن ورائه ) أمامه ( عذاب غليظ ) شديد ، وقيل : العذاب الغليظ الخلود في النار .
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وقوله يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ ... بيان لحالة هذا الجبار العنيد عند تعاطيه الصديد.والتجرع: تكلف الجرع وهو بلع الماء، وفعله- كسمع ومنع-.ويسيغه: من السوغ وهو انحدار الشراب في الحلق بسهولة وقبول. يقال: ساغ الشراب سوغا وسواغا، إذا كان سهل المدخل.أى: يتكلف بلع هذا الصديد مرة بعد أخرى لمرارته وقبحه، ولا يقارب أن يسيغه فضلا عن الإساغة. بل يغص به فيشربه بعد عناء ومشقة جرعة عقب جرعة» .وقوله وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ معطوف على قوله يَتَجَرَّعُهُ لبيان حالة أخرى من أحوال شقائه وعذابه.أى: وتأتيه الأسباب المؤدية للموت والهلاك من كل جهة من الجهات، ومن كل موضع من مواضع بدنه، وما هو بميت فيستريح من هذا الشقاء والعذاب، ومن وراء كل ذلك عذاب غليظ أى: شاق شديد لا يقل في ألمه عما هو فيه من نكال.وشبيه بهذه الجملة قوله- تعالى- وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها، كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ .وقوله- تعالى- وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى .وبذلك نرى الآيات الكريمة قد صورت لنا سوء عاقبة المكذبين للحق تصويرا مؤثرا، تهتز له النفس، وتوجل منه القلوب.ثم ضرب- سبحانه- مثلا لأعمال الكافرين في حبوطها وذهابها يوم القيامة، وساق الأدلة الدالة على قدرته القاهرة، وصور أحوال الكافرين يوم يقوم الناس لرب العالمين، وحكى ما يقوله الضعفاء للمستكبرين وما يقوله الشيطان لأتباعه في هذا اليوم العصيب، وما أعده الله للمؤمنين الصادقين في هذا اليوم فقال- تعالى-:
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وقوله : ( يتجرعه ) أي : يتغصصه ويتكرهه ، أي : يشربه قهرا وقسرا ، لا يضعه في فيه حتى يضربه الملك بمطراق من حديد ، كما قال تعالى : ( ولهم مقامع من حديد ) [ الحج : 21 ] .( ولا يكاد يسيغه ) أي : يزدرده لسوء لونه وطعمه وريحه ، وحرارته أو برده الذي لا يستطاع .( ويأتيه الموت من كل مكان ) أي : يألم له جميع بدنه وجوارحه وأعضائه .قال ميمون بن مهران : من كل عظم ، وعرق ، وعصب .وقال عكرمة : حتى من أطراف شعره .وقال إبراهيم التيمي : من موضع كل شعرة ، أي : من جسده ، حتى من أطراف شعره .وقال ابن جرير : ( ويأتيه الموت من كل مكان ) أي : من أمامه وورائه ، وعن يمينه وشماله ، ومن فوقه ومن تحت أرجله ومن سائر أعضاء جسده .وقال الضحاك ، عن ابن عباس : ( ويأتيه الموت من كل مكان ) قال : أنواع العذاب الذي يعذبه الله بها يوم القيامة في نار جهنم ، وليس منها نوع إلا الموت يأتيه منه لو كان يموت ، ولكن لا يموت; لأن الله تعالى قال : ( لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها ) [ كذلك نجزي كل كفور ] ) [ فاطر : 36 ] .ومعنى كلام ابن عباس ، رضي الله عنه : أنه ما من نوع من هذه الأنواع من [ هذا ] العذاب إلا إذا ورد عليه اقتضى أن يموت منه لو كان يموت ، ولكنه لا يموت ليخلد في دوام العذاب والنكال; ولهذا قال : ( ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت )وقوله : ( ومن ورائه عذاب غليظ ) أي : وله من بعد هذا الحال عذاب آخر غليظ ، أي : مؤلم صعب شديد أغلظ من الذي قبله وأدهى وأمر . وهذا كما قال تعالى عن شجرة الزقوم : ( إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رءوس الشياطين فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم ) [ الصافات : 64 - 68 ] فأخبر أنهم تارة يكونون في أكل زقوم ، وتارة في شرب حميم ، وتارة يردون إلى الجحيم عياذا بالله من ذلك ، وهكذا قال تعالى : ( هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون يطوفون بينها وبين حميم آن ) [ الرحمن : 43 ، 44 ] ، وقال تعالى : ( إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ذق إنك أنت العزيز الكريم إن هذا ما كنتم به تمترون ) [ الدخان : 43 - 50 ] ، وقال : ( وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم ) [ الواقعة : 41 - 44 ] ، وقال تعالى : ( هذا وإن للطاغين لشر مآب جهنم يصلونها فبئس المهاد هذا فليذوقوه حميم وغساق وآخر من شكله أزواج ) [ ص : 55 - 58 ] ، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على تنوع العذاب عليهم ، وتكراره وأنواعه وأشكاله ، مما لا يحصيه إلا الله ، عز وجل ، جزاء وفاقا ، ( وما ربك بظلام للعبيد ) [ فصلت : 46 ] .
﴿ تفسير القرطبي ﴾
يتجرعه أي يتحساه جرعا لا مرة واحدة لمرارته وحرارته .ولا يكاد يسيغه أي يبتلعه ; يقال : جرع الماء واجترعه وتجرعه بمعنى . وساغ الشراب في الحلق يسوغ سوغا إذا كان سلسا سهلا ، وأساغه الله إساغة . و يكاد صلة ; أي يسيغه بعد إبطاء ، قال الله تعالى : وما كادوا يفعلون أي فعلوا بعد إبطاء ، ولهذا قال : يصهر به ما في بطونهم والجلود فهذا يدل على الإساغة . وقال ابن عباس : يجيزه ولا يمر به .ويأتيه الموت من كل مكان قال ابن عباس : أي يأتيه أسباب الموت من كل جهة عن يمينه وشماله ، ومن فوقه وتحته ومن قدامه وخلفه ، كقول : لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل . وقال إبراهيم التيمي : يأتيه من كل مكان من جسده حتى من أطراف شعره ; للآلام التي في كل مكان من جسده . وقال الضحاك : إنه ليأتيه الموت من كل ناحية ومكان حتى من إبهام رجليه . وقال الأخفش : يعني البلايا التي تصيب الكافر في النار سماها موتا ، وهي من أعظم الموت . وقيل : إنه لا يبقى عضو من أعضائه إلا وكل به نوع من العذاب ; لو مات سبعين مرة لكان أهون عليه من نوع منها في فرد لحظة ; إما حية تنهشه ; أو عقرب تلسبه ، أو نار تسفعه ، أو قيد برجليه ، أو غل في عنقه ، أو سلسلة يقرن بها ، أو تابوت يكون فيه ، أو زقوم أو حميم ، أو غير ذلك من العذاب ، وقال محمد بن كعب : إذا دعا الكافر في جهنم بالشراب فرآه مات موتات ، فإذا دنا منه مات موتات ، فإذا شرب منه مات موتات ; فذلك قوله : ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت . قال الضحاك : لا يموت فيستريح . وقال ابن جريج : تعلق روحه في حنجرته فلا تخرج من فيه فيموت ، ولا ترجع إلى مكانها من جوفه فتنفعه الحياة ; ونظيره قوله : لا يموت فيها ولا يحيا . وقيل : يخلق الله في جسده آلاما كل واحد منها كألم الموت . وقيل :وما هو بميت لتطاول شدائد الموت به ، وامتداد سكراته عليه ; ليكون ذلك زيادة في عذابه . قلت : ويظهر من هذا أنه يموت ، وليس كذلك ; لقوله تعالى : لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها وبذلك وردت السنة ; فأحوال الكفار أحوال من استولى عليه سكرات الموت دائما ، والله أعلم .ومن ورائه أي من أمامه .عذاب غليظ أي شديد متواصل الآلام غير فتور ; ومنه قوله : وليجدوا فيكم غلظة أي شدة وقوة . وقال فضيل بن عياض في قول الله تعالى : ومن ورائه عذاب غليظ قال : حبس الأنفاس .
﴿ تفسير الطبري ﴾
وقوله: ( يتجرَّعه ) ، يتحسَّاه ( ولا يكاد يسيغه ) ، يقول: ولا يكاد يزدرده من شدة كراهته ، وهو مُسيغه من شدّة العطش.* * *والعرب تجعل " لا يكاد " فيما قد فُعِل ، وفيما لم يُفْعَل. فأما ما قد فعل ، فمنه هذا ، لأن الله جل ثناؤه جعل لهم ذلك شرابًا . وأمَّا ما لم يفعل وقد دخلت فيه " كاد " فقوله: حتى إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا [سورة النور : 40 ] ، فهو لا يراها. (37)* * *وبنحو ما قلنا من أن معنى قوله: ( ولا يكاد يسيغه ) ، وهو يُسيغه ، جاء الخبرُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.*ذكر الرواية بذلك:20631 - حدثني محمد بن المثنى قال ، حدثنا إبراهيم أبو إسحاق الطَّالقَاني قال ، حدثنا ابن المبارك ، عن صفوان بن عمرو ، عن عبيد الله بن بسر ، عن أبي أمامة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ( ويُسقى من ماء صديد يتجرّعه ) ، " فإذا شَربه قَطَّع أمعاءَه حتى يخرج من دُبُره " ، يقول الله عز وجل: وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ [سورة محمد : 15 ] ، ويقول: وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ [سورة الكهف : 29 ] . (38)20632 - حدثنا ابن المثنى قال ، حدثنا معمر ، عن ابن المبارك قال ، حدثنا صفوان بن عمرو ، عن عبيد الله بن بسر ، عن أبي أمامة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ( ويسقى من ماءٍ صديد ) ، فذكر مثله ، إلا أنه قال: ( سُقُوا مَاءً حَمِيمًا ) . (39)20633 - حدثني محمد بن خلف العسقلاني قال ، حدثنا حيوة بن شريح الحمصيّ قال ، حدثنا بقية ، عن صفوان بن عمرو قال ، حدثني عبيد الله بن بسر ، عن أبي أمامة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مثله سواءً. (40)* * *وقوله: ( ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ) ، فإنه يقول: ويأتيه الموت من بين يديه ومن خلفه ، وعن يمينه وشماله ، ومن كل موضع من أعضاء جسده ( وما هو بميت ) ، لأنه لا تخرج نفسه فيموت فيستريح ، ولا يحيا لتعلُّق نفسه بالحناجر ، فلا ترجع إلى مكانها، كما : -20634 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، في قوله: ( يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ) ، قال: تعلق نفسه عند حنجرته ، فلا تخرج من فيه فيموت ، ولا ترجع إلى مكانها من جوفه ، فيجد لذلك راحة ، فتنفعه الحياة.20635 - حدثنا الحسن بن محمد قال ، حدثنا يزيد بن هارون قال ، حدثنا العوّام بن حوشب ، عن إبراهيم التيمي قوله: ( ويأتيه الموت من كل مكان ) ، قال: من تحت كل شَعَرة في جسده.* * *وقوله: ( ومن وَرائه عَذَابٌ غليظ ) ، يقول: ومن وراء ما هو فيه من العذاب يعني أمامه وقدامه (41) (عذاب غليظ) . (42)---------------------------الهوامش :(37) انظر تفسير " كاد " فيما سلف 2 : 218 ، 219 / 13 : 131 .(38) الأثران : 20631 ، 20632 - " إبراهيم ، أبو إسحق الطالقاني " ، هو " إبراهيم بن إسحق بن عيسى الطالقاني البناني " ، وربما قيل : " إبراهيم بن عيسى " ، منسوبًا إلى جده ، وهو مولى " بنانة " ، ثقة ، من شيوخ أحمد ، سمع ابن المبارك ، وبقية . و " الطالقان " ، بسكون اللام ، ويقال بفتحها ، بلدة بخراسان . وهو مترجم في التهذيب ، والكبير 1/1/273 ، وابن أبي حاتم في موضعين 1/1/86 ، 119 ، وتاريخ بغداد 6 : 24 .و " عبد الله بن المبارك " ، أحد الأئمة الكبار ، مضى مرارًا كثيرة .و " صفوان بن عمرو بن هرم السكسكي " ، ثقة ثبت مأمون ، مضى مرارًا منها : 7009 ، 12194 ، 12807 ، 13108 .و " عبيد الله بن بسر " ، مصغرًا هكذا هو هنا ، وفي رواية أحمد في مسنده ، وفي سنن الترمذي . و " عبد الله بن بسر " في المستدرك للحاكم ، وحلية الأولياء لأبي نعيم . وفي ابن كثير نقلا عن المسند " عبيد الله بن بشر " ، وهو تصحيف .وهذا الخبر من طريق ابن المبارك ، عن صفوان بن عمرو ، رواه أحمد في مسنده عن علي بن إسحق ، عن عبد الله بن المبارك ( المسند 5 : 265 ) .ورواه الترمذي عن سويد بن نصر ، عن عبد الله بن المبارك ( في باب ما جاء في صفة شراب أهل النار )ورواه أبو نعيم في الحلية 8 : 182 من طرق : نعيم بن حماد ، عن ابن المبارك ، ومعاذ بن أسد ، عن ابن المبارك ، ويحيي الحماني عنه ، ومحمد بن مقاتل عنه ، أربع طرق .ورواه الحاكم في المستدرك 2 : 31 من طريق عبدان ، وهو عبد الله بن عثمان بن جبلة ، عن ابن المبارك ، وقال : " هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه " ، ووافقه الذهبي .وفي " عبيد الله بن بسر " مقال . قال الترمذي ، وساق الخبر : " هذا حديث غريب ، هكذا قال محمد بن إسماعيل : " عن عبيد الله بن بسر "، ولا يعرف " عبيد الله بن بسر " إلا في هذا الحديث. وقد روى صفوان بن عمرو عن " عبد الله بن بسر " صاحب النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث ، وعبد الله بن بسر له أخ قد سمع من النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخته قد سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم ، وعبيد الله بن بسر الذي روى عنه صفوان بن عمرو حديث أبي أمامة ، أخو عبد الله بن بسر"قلت : لم أجد ما قاله محمد بن إسماعيل البخاري في تاريخه الكبير .وأما أبو نعيم في الحلية فقال : " تفرد به صفوان ، عن عبد الله بن بسر ، وقيل : عبد الله بن بشر ، وهو اليحصبي الحمصي ، يكنى أبا سعيد ، ورواه بقية بن الوليد ، عن صفوان مثله . روى صفوان ، عن عبد الله بن بسر المازني ، وله صحبة ، وعن عبد الله بن بشر ، ولذلك اشتبه على بعض الناس ، وهذا هو : عبد الله بن بسر " .وقال الحافظ ابن حجر في التهذيب ، وساق ما قاله الترمذي : " وقال ابن أبي حاتم : عبيد الله بن بسر ، ويقال : عبد الله ، روى عن أبي أمامة ، وعنه صفوان بن عمرو . وقال الطبراني عبد الله بن بسر اليحصبي ، عن أبي أمامة ، وروى له هذا الحديث ، وحديثًا آخر من رواية بقية ، عن صفوان ، والله أعلم . وذكر أبو موسى المديني في ذيل الصحابة : عبيد الله بن بسر ، أخو عبد الله بسر، قاله السلماني " . والذي نقله الحافظ عن ابن أبي حاتم موجود في الجرح والتعديل 2/2/308 .ولكن العجب أن الإمام الحافظ محمد بن إسماعيل البخاري ، لم يترجم لعبيد الله بن بسر في تاريخه الكبير ولا الصغير ، مع ما نقله عنه الترمذي مما يوهم أنه في أحدهما . وإنما الذي فيه : " عبد الله بن بسر السلمي ، ثم المازني ، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الكبير 3/1/14 ) ثم ذكر " عبد الله بن بسر " وليس المازني ، الجبراني " ، وهذا يروي عن عبد الله بن بسر المازني ، الصحابي ، وعن أبي أمامة الباهلي . ( مترجم في التهذيب أيضًا ) .ولكن الإشارة التي تكاد تكون صريحة إلى هذا الخبر في كتاب البخاري ، فهي في ترجمة " عبيد الله بن بشير بن جرير البجلي " قال : " عن أبي أمامة رضي الله عنه عن ابن المبارك ، عن صفوان بن عمرو ، الشامي " ، ولا أدري كيف هذا ، لأن ابن أبي حاتم ترجم في الجرح والتعديل 2/2/308 " عبيد الله بن بسر " رقم : 1467 ، ثم يليه رقم : 1468 فقال : " عبيد الله بن بشير بن جرير البجلي ( روى عن ... ) ، روى عنه يونس بن أبي إسحق ، سمعت أبي يقول ذلك ويقول : هو مجهول " .وكذلك فعل الذهبي في ميزان الاعتدال 2 : 164 ، وقال : " عبيد الله بن بسر . حمصي ، عن أبي أمامة ، وعنه صفوان بن عمرو وحده ، لا يعرف " ، فيقال هو " عبد الله الصحابي ، ويقال هو : " عبيد الله بن بسر الحبراني التابع ، وهو أظهر " ، ثم ذكر بعد " عبيد الله بن بشير البجلي " ، وقال : " فيه جهالة ، حدث عنه يونس بن أبي إسحق ليس إلا " .فيكاد يكون واضحًا ، أن الذي وقع في التاريخ الكبير ( 3 / 1 / 374 ، 375 ) ، إنما هو خلط بين ترجمتين مختلفتين ، وأن ترجمة " عبيد الله بن بسر " قد سقط صدر منها من النسخة المطبوعة من التاريخ الكبير ، وتداخل بعضها في ترجمة أخرى ، ويرجح ذلك أن ابن أبي حاتم ، الذي ذكر الترجمتين جميعًا ، لم يتعرض لهذا في كتابه : " بيان خطأ محمد بن إسماعيل البخاري في تاريخه " ، ولو كان في أصل تاريخ البخاري مثل هذا ، لما فات ابن أبي حاتم ، فيكون ما نقله الترمذي عن البخاري من التاريخ الكبير ، وسقط من المطبوع.(39) الأثران : 20631 ، 20632 - " إبراهيم ، أبو إسحق الطالقاني " ، هو " إبراهيم بن إسحق بن عيسى الطالقاني البناني " ، وربما قيل : " إبراهيم بن عيسى " ، منسوبًا إلى جده ، وهو مولى " بنانة " ، ثقة ، من شيوخ أحمد ، سمع ابن المبارك ، وبقية . و " الطالقان " ، بسكون اللام ، ويقال بفتحها ، بلدة بخراسان . وهو مترجم في التهذيب ، والكبير 1/1/273 ، وابن أبي حاتم في موضعين 1/1/86 ، 119 ، وتاريخ بغداد 6 : 24 .و " عبدالله بن المبارك " ، أحد الأئمة الكبار ، مضى مرارًا كثيرة .و " صفوان بن عمرو بن هرم السكسكي " ، ثقة ثبت مأمون ، مضى مرارًا منها : 7009 ، 12194 ، 12807 ، 13108 .و " عبيد الله بن بسر " ، مصغرًا هكذا هو هنا ، وفي رواية أحمد في مسنده ، وفي سنن الترمذي . و " عبد الله بن بسر " في المستدرك للحاكم ، وحلية الأولياء لأبي نعيم . وفي ابن كثير نقلا عن المسند " عبيد الله بن بشر " ، وهو تصحيف .وهذا الخبر من طريق ابن المبارك ، عن صفوان بن عمرو ، رواه أحمد في مسنده عن علي بن إسحق ، عن عبد الله بن المبارك ( المسند 5 : 265 ) .ورواه الترمذي عن سويد بن نصر ، عن عبد الله بن المبارك ( في باب ما جاء في صفة شراب أهل النار )ورواه أبو نعيم في الحلية 8 : 182 من طرق : نعيم بن حماد ، عن ابن المبارك ، ومعاذ بن أسد ، عن ابن المبارك ، ويحيي الحماني عنه ، ومحمد بن مقاتل عنه ، أربع طرق .ورواه الحاكم في المستدرك 2 : 31 من طريق عبدان ، وهو عبد الله بن عثمان بن جبلة ، عن ابن المبارك ، وقال : " هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه " ، ووافقه الذهبي .وفي " عبيد الله بن بسر " مقال . قال الترمذي ، وساق الخبر : " هذا حديث غريب ، هكذا قال محمد بن إسماعيل : " عن عبيد الله بن بسر "، ولا يعرف " عبيد الله بن بسر " إلا في هذا الحديث. وقد روى صفوان بن عمرو عن " عبد الله بن بسر " صاحب النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث ، وعبد الله بن بسر له أخ قد سمع من النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخته قد سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم ، وعبيد الله بن بسر الذي روى عنه صفوان بن عمرو حديث أبي أمامة ، أخو عبد الله بن بسر"قلت : لم أجد ما قاله محمد بن إسماعيل البخاري في تاريخه الكبير .وأما أبو نعيم في الحلية فقال : " تفرد به صفوان ، عن عبد الله بن بسر ، وقيل : عبد الله بن بشر ، وهو اليحصبي الحمصي ، يكنى أبا سعيد ، ورواه بقية بن الوليد ، عن صفوان مثله . روى صفوان ، عن عبد الله بن بسر المازني ، وله صحبة ، وعن عبد الله بن بشر ، ولذلك اشتبه على بعض الناس ، وهذا هو : عبد الله بن بسر " .وقال الحافظ ابن حجر في التهذيب ، وساق ما قاله الترمذي : " وقال ابن أبي حاتم : عبيد الله بن بسر ، ويقال : عبد الله ، روى عن أبي أمامة ، وعنه صفوان بن عمرو . وقال الطبراني عبد الله بن بسر اليحصبي ، عن أبي أمامة ، وروى له هذا الحديث ، وحديثًا آخر من رواية بقية ، عن صفوان ، والله أعلم . وذكر أبو موسى المديني في ذيل الصحابة : عبيد الله بن بسر ، أخو عبد الله بسر، قاله السلماني " . والذي نقله الحافظ عن ابن أبي حاتم موجود في الجرح والتعديل 2/2/308 .ولكن العجب أن الإمام الحافظ محمد بن إسماعيل البخاري ، لم يترجم لعبيد الله بن بسر في تاريخه الكبير ولا الصغير ، مع ما نقله عنه الترمذي مما يوهم أنه في أحدهما . وإنما الذي فيه : " عبد الله بن بسر السلمي ، ثم المازني ، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الكبير 3/1/14 ) ثم ذكر " عبد الله بن بسر " وليس المازني ، الجبراني " ، وهذا يروي عن عبد الله بن بسر المازني ، الصحابي ، وعن أبي أمامة الباهلي . ( مترجم في التهذيب أيضًا ) .ولكن الإشارة التي تكاد تكون صريحة إلى هذا الخبر في كتاب البخاري ، فهي في ترجمة " عبيد الله بن بشير بن جرير البجلي " قال : " عن أبي أمامة رضي الله عنه عن ابن المبارك ، عن صفوان بن عمرو ، الشامي " ، ولا أدري كيف هذا ، لأن ابن أبي حاتم ترجم في الجرح والتعديل 2/2/308 " عبيد الله بن بسر " رقم : 1467 ، ثم يليه رقم : 1468 فقال : " عبيد الله بن بشير بن جرير البجلي ( روى عن ... ) ، روى عنه يونس بن أبي إسحق ، سمعت أبي يقول ذلك ويقول : هو مجهول " .وكذلك فعل الذهبي في ميزان الاعتدال 2 : 164 ، وقال : " عبيد الله بن بسر . حمصي ، عن أبي أمامة ، وعنه صفوان بن عمرو وحده ، لا يعرف " ، فيقال هو " عبد الله الصحابي ، ويقال هو : " عبيد الله بن بسر الحبراني التابع ، وهو أظهر " ، ثم ذكر بعد " عبيد الله بن بشير البجلي " ، وقال : " فيه جهالة ، حدث عنه يونس بن أبي إسحق ليس إلا " .فيكاد يكون واضحًا ، أن الذي وقع في التاريخ الكبير ( 3 / 1 / 374 ، 375 ) ، إنما هو خلط بين ترجمتين مختلفتين ، وأن ترجمة " عبيد الله بن بسر " قد سقط صدر منها من النسخة المطبوعة من التاريخ الكبير ، وتداخل بعضها في ترجمة أخرى ، ويرجح ذلك أن ابن أبي حاتم ، الذي ذكر الترجمتين جميعًا ، لم يتعرض لهذا في كتابه : " بيان خطأ محمد بن إسماعيل البخاري في تاريخه " ، ولو كان في أصل تاريخ البخاري مثل هذا ، لما فات ابن أبي حاتم ، فيكون ما نقله الترمذي عن البخاري من التاريخ الكبير ، وسقط من المطبوع.(40) الأثر : 20633 - " محمد بن خلف بن عمار العسقلاني " ، شيخ الطبري ، مضى مرارًا كثيرة آخرها رقم : 12523 .و " حيوة بن شريح بن يزيد الحضرمي الحمصي " ثقة ، مضى مرارًا آخرها رقم : 15378 .وهذا الخبر قد مرت الإشارة إليه في التعليق السالف ، من طريق بقية بن الوليد عن صفوان بن عمرو .(41) انظر تفسير " وراء " فيما سلف : 546 ، 475 ، تعليق : 1 .(42) انظر تفسير " الغليظ " فيما سلف 7 : 341 / 14 : 360 ، 576 / 15 : 366 .
﴿ يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ ﴾