سورة أو مسكينا ذا متربة - عدد الآيات 20 - رقم السورة - صفحة السورة في المصحف الشريف - .
تفسير و معنى الآية 16 من سورة البلد عدة تفاسير - سورة البلد : عدد الآيات 20 - - الصفحة 594 - الجزء 30.
﴿ أَوۡ مِسۡكِينٗا ذَا مَتۡرَبَةٖ ﴾ [ البلد: 16]
﴿ التفسير الميسر ﴾
أو إطعام في يوم ذي مجاعة شديدة، يتيمًا من ذوي القرابة يجتمع فيه فضل الصدقة وصلة الرحم، أو فقيرًا معدمًا لا شيء عنده.
﴿ تفسير الجلالين ﴾
«أو مسكينا ذا متربة» لصوق بالتراب لفقره، وفي قراءة بدل الفعلين مصدران مرفوعان مضاف الأول لرقبة وينون الثاني فيقدر قبل العقبة اقتحام، والقراءة المذكورة بيانه.
﴿ تفسير السعدي ﴾
أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ أي: قد لزق بالتراب من الحاجة والضرورة.
﴿ تفسير البغوي ﴾
"أو مسكيناً ذا متربة"، قد لصق بالتراب من فقره وضره. وقال مجاهد عن ابن عباس: هو المطروح في التراب لا يقه شيء. و المتربة مصدر ترب يترب ترباً ومتربة، إذا افتقر.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وقوله- سبحانه-: يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ. أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ بيان لفضيلة ثالثة من الفضائل التي تؤدى إلى رضا الله- تعالى-.وقوله: يَتِيماً منصوب على أنه مفعول به لقوله «إطعام» أو أطعم على القراءة الثانية. واليتيم: هو الشخص الذي مات أبوه وهو صغير..والمقربة: بمعنى القرابة، مصدر ميمى، من قرب فلان من فلان، إذا كان بينهما نسب قريب..والمتربة: الحاجة والافتقار الشديد، مصدر ميمى من ترب الرجل- كطرب- إذا افتقر، حتى لكأنه قد لصق بالتراب من شدة الفقر، وأنه ليس له مأوى سوى التراب.وأما قولهم: أترب فلان، فمعناه استغنى، حتى لكأن ماله قد صار كالتراب من كثرته.أى: اقتحام العقبة من أكبر مظاهره: فك الرقاب، وإطعام الطعام لليتامى الأقارب، وللمساكين المحتاجين إلى العون والمساعدة.وخص- سبحانه- الإطعام بكونه في يوم ذي مجاعة، لأن إخراج المال في وقت القحط، أثقل على النفس، وأوجب لجزيل الأجر، كما قال- تعالى-: لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ.وقيد- سبحانه- اليتيم بكونه ذا مقربة، لأنه في هذه الحالة يكون له حقان: حق القرابة، وحق اليتم، ومن كان كذلك فهو أولى بالمساعدة من غيره.
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وقوله : ( أو مسكينا ذا متربة ) أي : فقيرا مدقعا لاصقا بالتراب ، وهو الدقعاء أيضا .قال ابن عباس : ( ذا متربة ) هو المطروح في الطريق الذي لا بيت له ، ولا شيء يقيه من التراب - وفي رواية : هو الذي لصق بالدقعاء من الفقر والحاجة ، ليس له شيء - وفي رواية عنه : هو البعيد التربة .قال ابن أبي حاتم : يعني الغريب عن وطنه .وقال عكرمة : هو الفقير المديون المحتاج .وقال سعيد بن جبير : هو الذي لا أحد له .وقال ابن عباس ، وسعيد ، وقتادة ، ومقاتل بن حيان : هو ذو العيال .وكل هذه قريبة المعنى .
﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى : أو مسكينا ذا متربة أي لا شيء له ، حتى كأنه قد لصق بالتراب من الفقر ، ليس له مأوى إلا التراب . قال ابن عباس : هو المطروح على الطريق ، الذي لا بيت له . مجاهد : هو الذي لا يقيه من التراب لباس ولا غيره . وقال قتادة : إنه ذو العيال . عكرمة : المديون . أبو سنان : ذو الزمانة . ابن جبير : الذي ليس له أحد . وروى عكرمة عن ابن عباس : ذو المتربة البعيد التربة يعني الغريب البعيد عن وطنه . وقال أبو حامد الخارزنجي : المتربة هنا : من التريب وهي شدة الحال . يقال ترب : إذا افتقر . قال الهذلي :وكنا إذا ما الضيف حل بأرضنا سفكنا دماء البدن في تربة الحالوقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي : ( فك ) بفتح الكاف ، على الفعل الماضي . ( رقبة ) نصبا لكونها مفعولا ( أو أطعم ) بفتح الهمزة ونصب الميم ، من غير ألف ، على الفعل الماضي أيضا لقوله : ثم كان من الذين آمنوا فهذا أشكل ب فك أو إطعام . وقرأ الباقون : فك رفعا ، على أنه مصدر فككت . رقبة خفض بالإضافة . أو إطعام بكسر الهمزة وألف ورفع الميم وتنوينها على المصدر أيضا . واختاره أبو عبيد وأبو حاتم ; لأنه تفسير لقوله تعالى : وما أدراك ما العقبة ؟ ثم أخبره فقال : فك رقبة أو إطعام . المعنى : اقتحام العقبة : فك رقبة أو إطعام . ومن قرأ بالنصب فهو محمول على المعنى أي ولا فك رقبة ، ولا أطعم في يوم ذا مسغبة فكيف يجاوز العقبة . وقرأ الحسن وأبو رجاء : ذا مسغبة بالنصب على أنه مفعول إطعام أي يطعمون ذا مسغبة ويتيما بدل منه . الباقون ذي مسغبة فهو صفة ليوم . ويجوز أن يكون قراءة النصب صفة لموضع الجار والمجرور ; لأن قوله : في يوم ظرف منصوب الموضع ، فيكون وصفا له على المعنى دون اللفظ .
﴿ تفسير الطبري ﴾
وقوله: ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: ( ذَا مَتْرَبَةٍ ) فقال بعضهم: عُنِيَ بذلك: ذو اللصوق بالتراب.* ذكر من قال ذلك:حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا ابن أبي عديّ، عن شعبة، قال: أخبرني المُغيرة، عن مجاهد، عن ابن عباس ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: الذي ليس له مأوى إلا التراب.حدثنا مطرِّف بن محمد الضبيّ، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا شعبة، عن المُغيرة، عن مجاهد، عن ابن عباس، مثله.حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا ابن أبي عديّ، عن شعبة، عن حُصين، عن مجاهد، عن ابن عباس، في قول الله: ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: الذي لا يُواريه إلا التراب.حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة، قال: ثنا أبو عاصم، عن شعبة، عن المُغيرة، عن مجاهد، عن ابن عباس ( ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: الذي ليس له مَأوًى إلا التراب.حدثنا ابن حميد، قال: ثني جرير، عن مغيرة، عن مجاهد، عن ابن عباس ( مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: الذي ليس له مَأوًى إلا التراب.قال: ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس، في قوله: ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: المسكين؛ المطروح في التراب.حدثني أبو حصين قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن يونس، قال: ثنا عَبْثَرٌ، عن حصين، عن مجاهد، عن ابن عباس، قوله: ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: الذي لا يقيه من التراب شيء.حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: ثنا حصين والمغيرة كلاهما، عن مجاهد، عن ابن عباس أنه قال في قوله: ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: هو اللازق بالتراب من شدّة الفقر.حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عمرو بن أبي قيس، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: التراب الملقى على الطريق على الكُناسة.حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا طَلق بن غنام، عن زائدة، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: هو المسكين الملقى بالطريق بالتراب.حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن الحصين، عن مجاهد ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: المطروح في الأرض، الذي لا يقيه شيء دون التراب.حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن حصين، عن مجاهد، عن ابن عباس ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: هو المُلزق بالأرض، لا يقيه شيء من التراب.حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن حصين وعثمان بن المُغيرة، عن مجاهد عن ابن عباس ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال الذي ليس له شيء يقيه من التراب.حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: ساقط في التراب.حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن جعفر بن برقان، قال: سمع عكرِمة ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: الملتزق بالأرض من الحاجة.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن عكرِمة، في قوله: ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: التراب اللاصق بالأرض.حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عثمان بن المُغيرة، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس، قال: المُلقى في الطريق الذي ليس له بيت إلا التراب.وقال آخرون: بل هو المحتاج، كان لاصقا بالتراب، أو غير لاصق؛ وقالوا: إنما هو من قولهم: تَرِب الرجل: إذا افتقر.* ذكر من قال ذلك:حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) يقول: شديد الحاجة.حدثنا هناد بن السريّ، قال: ثنا أبو الأحوص، عن حصين، عن عكرِمة، في قوله: ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: هو المحارَف الذي لا مال له.حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: ذا حاجة، الترب: المحتاج.وقال آخرون: بل هو ذو العيال الكثير الذين قد لصقوا بالتراب من الضرّ وشدّة الحاجة.* ذكر من قال ذلك:حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) يقول: مسكين ذو بنين وعيال، ليس بينك وبينه قرابة.حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث، عن جعفر بن أبي المُغيرة، عن سعيد بن جُبير، في قوله: ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) قال: ذا عِيال.حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) كنا نحدّث أن الترب هو ذو العيال الذي لا شيء له.حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) ذا عيال لاصقين بالأرض، من المسكنة والجهد.وأولى الأقوال في ذلك بالصحة قول من قال: عُنِيَ به: أو مسكينا قد لصق بالتراب من الفقر والحاجة؛ لأن ذلك هو الظاهر من معانيه. وأن قوله: ( مَتْرَبَةٍ ) إنما هي" مَفْعَلةٍ " من ترب الرجل: إذا أصابه التراب.