من عمل مِن عباد الله بطاعته فلنفسه عمل، ومن أساء عمله في الدنيا بمعصية الله فعلى نفسه جنى، ثم إنكم - أيها الناس - إلى ربكم تصيرون بعد موتكم، فيجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته.
﴿ تفسير الجلالين ﴾
«من عمل صالحاً فلنفسه» عمل «ومن أساء فعليها» أساء «ثم إلى ربكم ترجعون» تصيرون فيجازي المصلح والمسيء.
﴿ تفسير السعدي ﴾
وهم إن استمروا على تكذيبهم فلا يحل بكم ما حل بهم من العذاب الشديد والخزي ولهذا قال: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ
﴿ تفسير البغوي ﴾
" من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون "
﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم عقب- سبحانه- على ذلك بما يؤكد عدالة الجزاء، واحتمال كل نفس لما تعمله فقال:مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها.أى: من عمل عملا صالحا، فثواب هذا العمل يعود إلى نفسه، ومن عمل عملا سيئا فعقاب هذا العمل يعود عليها- أيضا-.ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ يوم القيامة فترون ذلك رأى العين، وتشاهدون أن كل إنسان سوف يجازى على حسب عمله، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.ثم انتقلت السورة الكريمة إلى الحديث عن نعم الله- سبحانه- على بنى إسرائيل، وعن موقفهم منها، وأمرت النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يتمسك بالشريعة التي أنزلها الله- سبحانه- عليه.. فقال:
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
ولهذا قال : ( من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون ) أي : تعودون إليه يوم القيامة فتعرضون بأعمالكم [ عليه ] فيجزيكم بأعمالكم خيرها وشرها .
﴿ تفسير القرطبي ﴾
من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون تقدم . .
﴿ تفسير الطبري ﴾
القول في تأويل قوله تعالى : مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (15)يقول تعالى ذكره: من عمل من عباد الله بطاعته فانتهى إلى أمره, وانزجر لنهيه, فلنفسه عمل ذلك الصالح من العمل, وطلب خلاصها من عذاب الله, أطاع ربه لا لغير ذلك, لأنه لا ينفع ذلك غيره, والله عن عمل كل عامل غنيّ( وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ) يقول: ومن أساء عمله في الدنيا بمعصيته فيها ربه, وخلافه فيها أمره ونهيه, فعلى نفسه جنى, لأنه أوبقها بذلك, وأكسبها به سخطه, ولم يضرّ أحدا سوى نفسه ( ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ) يقول: ثم أنتم أيها الناس أجمعون إلى ربكم تصيرون من بعد مماتكم, فيجازى المحسن منكم بإحسانه, والمسيء بإساءته, فمن ورد عليه منكم بعمل صالح, جوزي من الثواب صالحا, ومن ورد عليه منكم بعمل سيئ جوزي من الثواب سيئا.
﴿ من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون ﴾