قال إخوة يوسف -بعد اتفاقهم على إبعاده-: يا أبانا ما لك لا تجعلنا أمناء على يوسف مع أنه أخونا، ونحن نريد له الخير ونشفق عليه ونرعاه، ونخصه بخالص النصح؟
﴿ تفسير الجلالين ﴾
«قالوا يا أبانا مالك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون» لقائمون بمصالحه.
﴿ تفسير السعدي ﴾
أي: قال إخوة يوسف، متوصلين إلى مقصدهم لأبيهم: يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ ْ أي: لأي شيء يدخلك الخوف منا على يوسف، من غير سبب ولا موجب؟ وَ ْ الحال إِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ ْ أي: مشفقون عليه، نود له ما نود لأنفسنا، وهذا يدل على أن يعقوب عليه السلام لا يترك يوسف يذهب مع إخوته للبرية ونحوها.
﴿ تفسير البغوي ﴾
( قالوا ) ليعقوب ( يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف ) قرأ أبو جعفر : ( تأمنا ) بلا إشمام ، وهو رواية عن نافع [ وقرأ الباقون : ( تأمنا ) بإشمام الضمة في النون الأولى المدغمة ، وهو إشارة إلى الضمة من غير إمحاض ليعلم أن أصله : لا تأمننا بنونين على تفعلنا ، فأدغمت النون الأولى في الثانية ] ، بدءوا بالإنكار عليه في ترك إرساله معهم كأنهم قالوا : إنك لا ترسله معنا أتخافنا عليه ؟ .( وإنا له لناصحون ) قال مقاتل : في الكلام تقديم وتأخير ، وذلك أنهم قالوا لأبيهم : " أرسله معنا " فقال أبوهم : " إني ليحزنني أن تذهبوا به " فحينئذ قالوا : ( ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون ) النصح ها هنا هو : القيام بالمصلحة ، وقيل : البر والعطف ، معناه : إنا عاطفون عليه ، قائمون بمصلحته ، نحفظه حتى نرده إليك .
﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم حكى- سبحانه- محاولاتهم مع أبيهم، ليأذن لهم بخروج يوسف معهم فقال:قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ، أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ.أى: قال إخوة يوسف لأبيهم- محاولين استرضاءه لاستصحاب يوسف معهم-: يا أبانا «مالك لا تأمنا على يوسف» أى: أى شيء جعلك لا تأمنا على أخينا يوسف في خروجه معنا، والحال أننا له ناصحون، فهو أخونا ونحن لا نريد له إلا الخير الخالص، والود الصادق.وفي ندائهم له بلفظ «يا أبانا» استمالة لقلبه، وتحريك لعطفه، حتى يعدل عن تصميمه على عدم خروج يوسف معهم.والاستفهام في قولهم «مالك لا تأمنا..» للتعجيب من عدم ائتمانهم عليه مع أنهم إخوته، وهو يوحى بأنهم بذلوا محاولات قبل ذلك في اصطحابه معهم ولكنها جميعا باءت بالفشل.
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
لما تواطئوا على أخذه وطرحه في البئر ، كما أشار عليهم أخوهم الكبير روبيل ، جاءوا أباهم يعقوب ، عليه السلام ، فقالوا : ( ياأبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون ) وهذه توطئة وسلف ودعوى ، وهم يريدون خلاف ذلك; لما له في قلوبهم من الحسد لحب أبيه له
﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى : قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحونقوله تعالى : قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف قيل للحسن : أيحسد المؤمن ؟ قال : ما أنساك ببني يعقوب . ولهذا قيل : الأب جلاب والأخ سلاب ; فعند ذلك أجمعوا على التفريق بينه وبين ولده بضرب من الاحتيال . وقالوا ليعقوب : يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وقيل : لما تفاوضوا وافترقوا على رأي المتكلم الثاني عادوا إلى يعقوب - عليه السلام - وقالوا : هذا القول . وفيه دليل على أنهم سألوه قبل ذلك أن يخرج معهم يوسف فأبى على ما يأتي . قرأ يزيد بن القعقاع وعمرو بن عبيد والزهري " لا تأمنا " بالإدغام ، وبغير إشمام وهو القياس ; لأن سبيل ما يدغم أن يكون ساكنا . وقرأ طلحة بن مصرف " لا تأمننا " بنونين ظاهرتين على الأصل . وقرأ يحيى بن وثاب وأبو رزين - وروي عن الأعمش - " ولا تيمنا " بكسر التاء ، وهي لغة تميم ; يقولون : أنت تضرب ; وقد تقدم . وقرأ سائر الناس بالإدغام والإشمام ليدل على حال الحرف قبل إدغامهوإنا له لناصحون أي في حفظه وحيطته حتى نرده إليك . قال مقاتل : في الكلام تقديم وتأخير ; وذلك أن إخوة يوسف قالوا لأبيهم : أرسله معنا غدا الآية ; فحينئذ قال أبوهم : إني ليحزنني أن تذهبوا به فقالوا حينئذ جوابا لقوله ما لك لا تأمنا على يوسف الآية .
﴿ تفسير الطبري ﴾
القول في تأويل قوله تعالى : قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11)قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: قال إخوة يوسف، إذ تآمروا بينهم ، وأجمعوا على الفرقة بينه وبين والده يعقوب، لوالدهم يعقوب: (يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف) فتتركه معنا إذا نحن خرجنا خارج المدينة إلى الصحراء ، (وإنا له ناصحون)، نحوطه ونكلؤه (25) .----------------------الهوامش:(25) انظر تفسير : نصح له" فيما سلف ص : 305 ، تعليق : 2
﴿ قالوا ياأبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون ﴾